أمين هيئة كبار علماء الأزهر لـ"سبق": دور قوي للسعودية في خدمة الإسلام

أكد خلال مشاركته بمؤتمر الوحدة الإسلامية أن الإيمان بالتعددية المذهبية واجب
أمين هيئة كبار علماء الأزهر لـ"سبق": دور قوي للسعودية في خدمة الإسلام

أكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإيمان بالتعددية المذهبية والفقهية واجب على كل مسلم، وهذا الإيمان يقتضي عدم سعي فريق للاستحواذ على فريق آخر أو النيل من معتقداته، معتبرًا أن التعدد سواء أكان في الأديان أم المذاهب في الدين الواحد، لا يعد مشكلة بين المنتمين إلى بلد واحد، ولا ينبغي أن يُسمح باستغلال التعدد المذهبي لإيقاع الشقاق بين المسلمين، بل ينبغي أن يكون من عوامل التيسير على الناس في حياتهم.

ونوه الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في - تصريح خاص لـ"سبق" - بالجهود الكبيرة والمتواصلة التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - في رعاية مصالح الأمة والدفاع عن قضاياها، مشيداً بما تحقق في المؤتمر من نتائج سوف تخدم المسلمين بالعالم وتساهم في وحدة العلماء واجتماعهم على الحق وما تتطلع له الشعوب المسلمة.

وأشار "شومان" إلى أن الخلاف بين المذاهب الفقهية المتعددة، يرجع إلى أسباب علمية معروفة، وينحصر في الفرعيات التي لا يضر الامتثال إليها على أي مذهب فقهي معتبر، فكل مجتهد مصيب، وقد بُنيت هذه القاعدة على قول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ".

وكان الدكتور شومان قد تناول خلال كلمته التي ألقاها اليوم ، في المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية المنعقد بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان: "مخاطر التصنيف والإقصاء.. تعزيز مفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة"، قضية الوحدة الإسلامية والتعددية المذهبية، قائلاً: إن المذاهب الفقهية كانت انعكاسًا إيجابيًّا لسُنة التنوع الربانية التي تصلح بها حياة الأمة، إلا أن هذه المذاهب، على الرغم من دورها الإيجابي في ترسيخ بناء الشريعة الإسلامية، وتعميق دعائم الوحدة الإسلامية، أصابتها - كأي شيء آخر - آفات، قلصت الكثير من آثارها الإيجابية، وكادت تحيل آثارها الطيبة إلى نتائج سلبية ضارة، في كثير من الأحيان.

وأوضح شومان أن من أهم معوقات تحقيق الوحدة المنشودة، ما يتمسك به البعض من أطروحات تجاوزها الزمان؛ كالادعاء بأن الخلافة هي الخيار الأوحد لتحقيق الوحدة، مع أنه لا دليل على حتميتها في نصوص شريعتنا وأنها ناسبت زمانها ولا يشترط أن تناسب زماننا، وأنه باسمها يرتكب تنظيم داعش المجرم فظائعه، كما أن الاعتداء السافر على ثوابت الدين والخلط بين القطعي والظني في دلالته هدم للدين الذي لا يمكن لأمتنا أن تحقق أي وحدة في أي صورة، بل يهدد هوية الأمة بشكل كامل.

يذكر أن المؤتمر يحضره أكثر من 1200 شخصية من القيادات الدينية والفكرية والأكاديمية من 127 دولة، بهدف وضع خطة إستراتيجية شاملة للتصدي لمشاريع الكراهية والصراع الطائفي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org