كان لزاماً على الضحايا أن يعبرن طريق الموت الصوارمة- السهي حتى وهن محمولات لقبورهن بعدما قضي عليهن في الطريق نفسه، ويعبرن إلى جوار ذات القلاب الذين قضين نحبهن تحت عجلاته، وذلك في مشهدٍ اصطادته عدسة "سبق" عصر اليوم.
وعبرت الجنائز من مغسلة الأموات إلى مدينة جازان إلى جامع إسكان السهي بسلام، ناجية من طريق الموت، في آخر عبور لها على ذلك الطريق، لكن السيارة التي تقلهن عانت وبدت تهتز في طريق مملوء بالتشققات المؤثرة، ورصدتها "سبق"، ولكن الزحام على الطريق الضيق كان أيضاً حاضراً، وهي الأمور التي لطالما خشت منها المتوفيات على أقاربهن لكنهن سبقن من يخفن عليهن وفقاً لرواية ذويهن.
ويقول مرافقو الجنائز أثناء عبورها بالطريق وإلى جوار القلاب الذي تسبب في وفاتهن: كان الشعور لا يوصف، لقد كان الألم يعتصر قلوبنا فما زالت الصدمة تخيم علينا وازداد الألم عندما عبرنا بهن جنائز على الطريق ذاته، وإلى جوار القلاب القاتل.
وأعادت ناقلة الموتى الجثامين إلى حيث المشهد الأخير بخطورة الطريق وعدم اتزان المركبات عليه، وبمرورها بالموقع ذاته.
ورصدت "عدسة سبق" الطريق الذي يسلكه الآلاف يومياً؛ كونه يعتبر طريقاً مختصراً لقرى جنوب جازان، حيث يعاني من ضيقه الشديد وتشققات في مواقع كثير منه إضافة إلى مداخل دون أرصفة تسهم في الخروج والدخول الآمن من القرى، إضافة إلى بُعده عن نقاط تمركز الدفاع المدني الهلال الأحمر.
وقد ودّعت الجموع سبع جثامين ضحايا حادث طريق الصوارمة بمنطقة جازان عصر اليوم وذلك في جامع إسكان السهي، بمحافظة صامطة جنوبي جازان.
ورصدت "سبق" توافد الجموع لأداء الصلاة على المتوفيات في الحادث المأساوي، فيما شاركت الجموع أيضاً في دفنهن بمقبرة المقالي.
وكان التأثر بيّناً على الحضور لهول المشهد الذي جمع سبعة قبور متسلسلة، لتكون شهوداً جديدة على ضحايا الطريق الضيق، وشهدت مراسم الدفن شكاوى من الطريق بشكل ملفت لتزايد عدد الضحايا عليه.
وكان قد حضر الصلاة على الوفيات وكيل محافظة أبو عريش ورئيس مركز السهي ورئيس مخفر الشرطة والمتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر بجازان وجموع من المشايخ و الأعيان.
وكانت قد فقدت عائلة الحمدي بجازان، سبع نساء منها من جراء اصطدام مركبتهن بقلاب متعطل أثناء سحبه من آخر وفقاً لشهود عيان، وكان ذلك على طريق الصوارمة جنوب جازان.