قبل نحو شهر من انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم في روسيا ترصد لكم "سبق" أبرز الأحداث التي لا تزال عالقة في أذهان الجماهير عبر حلقات عدة. وستكون الحلقة الأولى مكتوبة بدموع البرازيليين، وذلك في اليوم الذي اعتبرته البلاد هناك يومًا أسود في تاريخها.
بدأت قصة البطولة في 24 يونيو حتى 16يوليو. وكانت هذه البطولة الأولى بعد أن تم إلغاء بطولتَي 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية. وتعد هذه البطولة الوحيدة التي لم تحسم من مباراة نهائية واحدة، بل حسمت بعد أن تم تقسيم المنتخبات الأربعة التي وصلت للدور قبل النهائي في مجموعة واحدة، وتم تحديد المراكز إثرها.
وفاز منتخب الأوروغواي باللقب، وحل بعده البرازيل في المركز الثاني بفارق نقطة، ثم جاء المنتخب السويدي ثالثًا، والمنتخب الإسباني رابعًا.
مباراة النهائي التي شهدها ملعب الماركانا الشهير كانت بحضور 205 آلاف متفرج، وهو أكبر رقم مسجل في تاريخ حضور مباريات كرة القدم.
كان منتخب السامبا في حاجة للتعادل فقط لكي يتوَّج بأول لقب له. أدار المباراة الحكم الإنجليزي جورج ريدير. وتقدم أصحاب الأرض في الدقيقة الـ47 عن طريق اللاعب فرياسا قبل أن يتعادل سيكافينو للأوروغواي في الدقيقة الـ66. وبعدها بنحو 13 دقيقة أحرز اللاعب غيدجيا هدف الفوز لمنتخب أوروغواي؛ ليضمن اللقب الثاني لمنتخب بلاده وسط حسرة ودموع من أصحاب الأرض الذين اعتبروا ذلك باليوم الأسود في تاريخ البلاد.
وعندما أعلن الحكم الإنجليزي نهاية الموقعة على الساعة الـ16:45، أطبق الحزن والأسى على جماهير ملعب ماركانا، حتى بين عناصر أوروغواي أنفسهم.
وتذكر لاعب الأوروغواي وقتها سكيافينو نهاية ذلك النزال قائلاً: "لقد بكيت أكثر من البرازيليين ذاتهم، وآلمني منظر الألم الذي عصف بهم. وعندما كنا ننتظر تسلم الكأس الغالية لم أستطع تمالك نفسي، واندفعت نحو غرفة الملابس. لقد انتابتنا جميعًا أحاسيس جياشة بعد ذلك النزال".
وقد تذكر لاعب أوروغواي ألسيديس جيجيا، صاحب هدف الفوز في تلك الموقعة التاريخية، ما حدث ذلك اليوم قائلاً: "لم أشاهد في حياتي حزنًا شبيهًا بذلك الذي أطبق على الشعب البرازيلي بعد تلك الهزيمة. لقد أحسست حينها بالقشعريرة".
ملعب ماركانا الذي شهد تلك المباراة هو أحد أكبر الملاعب الرياضية في العالم من حيث المساحة؛ إذ يقع في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. بُني خصيصًا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 1950، ومنذ ذلك الحين استُخدم لمباريات كرة القدم بين نوادي كرة القدم الرئيسية في ريو دي جانيرو، بما في ذلك بوتافوغو، فلامنغو، فلوميننسي وفاسكو دا غاما.
وكان الملعب وقتها يستوعب نحو 199.854 متفرجًا، ويحتوي على 130.000 مقعد، واعتُبر أكبر ملعب لكرة القدم في ذاك الوقت. أما الآن، وبعد عمليات التوسعة، أصبحت مساحة استيعاب الملعب الحالية تصل إلى 82.238 متفرجًا؛ ما يجعله أكبر ملعب في البرازيل، وثاني أكبر ملعب في أمريكا الجنوبية بعد ملعب في البيرو.
وفي عام 2010 أُغلق الملعب لتجديده وترقيته إلى بلوغ إجمالي 78.838 متفرجًا لنهائيات كأس العالم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016.