"العوين": لهذا السبب إطلاق قناة "ذكريات" في وقت كورونا ضربة معلم

قال: المشاهدون انصرفوا عن أخبار المرض إلى البحث عن المسليات
"العوين": لهذا السبب إطلاق قناة "ذكريات" في وقت كورونا ضربة معلم

يرى الكاتب الصحفي د.محمد عبدالله العوين، أن إطلاق قناة "ذكريات" في وقت كورونا، "ضربة معلم" من هيئة الإذاعة والتلفزيون؛ حيث أصبحت ملاذًا للمشاهدين الذين ملوا متابعة تطورات المرض إلى البحث عن المسليات من أجل الهروب من الضغط النفسي؛ كما أن التوقيت كان فرصة سانحة لاستغلال فترة منع التجول باختيار الأجود والأكثر تميزًا من المواد التي تكتنز بها مكتبة التلفزيون؛ فيتم التنويع في الاختيار بين التسلية والحوار والدراما والأغنية.

الملل من أخبار كورونا

وفي مقاله "سر الإقبال على قناة (ذكريات)" بصحيفة "الجزيرة"، يؤكد العوين أن "تركيز قنوات التلفزيون في نشراتها وبرامجها ومراسليها على الفيروس طوال معظم ساعات البث؛ دفع بالكثيرين من المشاهدين إلى الانصراف عن متابعة تطورات المرض إلى البحث عن المسليات للهروب من الضغط النفسي".

قناة (ذكريات) هروب بالمشاهدين

ويرى "العوين" أن بث قناة (ذكريات) كان "نوعًا من الهروب بالمشاهدين من الحاضر إلى الماضي، وروشتة خفيفة لم تكلف كثيرًا في وصفتها لبناء جدار عازل طويل عن متابعة الواقع المهيمن عليه إعلاميًّا بخبر واحد والهروب منه إلى الذاكرة التي تحن دائمًا إلى الزمن الفائت؛ لتعيش تفاصيل أيام وليالي بث تلك المسلسلات أو البرامج أو الحوارات أو الأغاني، وما واكبها من مشاعر وأحداث وعلاقات وزيارات وتواصل ومناسبات وأفراح، وكأن القناة لا تعرض برامج الماضي فقط؛ بل تسرد معها الذكريات الشخصية لكل مشاهد إبان البث الأول لتلك البرامج".

ذكريات المشاهد

ويتوقف الكاتب عند فكرة الذكريات مع برامج القناة، ويقول: "الحق أن المشاهد لا يتابع البرنامج حين يعاد عرضه ثانية في قناة (ذكريات)؛ بل يتابع معه شريط ذكرياته هو حين كان يتابعه لحظة عرضه أول مرة في القناة؛ سواء كان برنامج مسابقات كبنك المعلومات الذي يستعيد بعرضه الآن من جديد مسنون أعمارهم تتجاوز الستين أو تقترب من السبعين وكانوا حين شاركوا في البرنامج في العشرينيات من أعمارهم، والمشاهد أيضًا لا يرى المسلسل القديم قبل أربعين عامًا كشمعة تحترق، أو أصابع الزمن، أو الأغنية غير الملونة لطلال مداح أو محمد عبده أو فوزي محسون أو أم كلثوم أو عبدالحليم حافظ؛ بل يستعيد الحالة النفسية والاجتماعية والمحيط الأسري الذي كان يعيشه، وتفاصيل ما كان يحلم أو يفكر فيه حينذاك قبل أربعة أو خمسة عقود من الزمن".

الجزء الأغلى

ويعلق "العوين" قائلًا: "العودة إلى الماضي من خلال صور قديمة أو برامج وثائقية عن أحداث تاريخية أو سياسية مرت أو أغنيات أو مسلسلات، تعني في حقيقتها أن الماضي مهما كان بسيطًا متواضع الأدوات قليل المال؛ إلا أن قيمته تكمن في اليقين بأنه الجزء الأغلى والأنفس الذي ولى ولن يعود؛ فرؤية ما يذكر به تجدده وتستعيده ولو من باب الوهم والخيال.. ولعلها فرصة سانحة لاستغلال فترة الحظر باختيار الأجود والأكثر تميزًا من المواد التي تكتنز بها مكتبة التلفزيون؛ فيتم التنويع في الاختيار بين التسلية والحوار والدراما والأغنية.. ولا شك أن الاختيار ينم عن ثقافة قوية بتاريخ التلفزيون وما بُث أو أنتج من برامج خلال تاريخه الطويل، ويدل أيضًا على وعي ثقافي وفني كبير بما شد الأجيال السابقة وأثر فيها من مواد تلفزيونية".

ضربة معلم

ويُنهي الكاتب قائلًا: "إطلاق القناة في هذا الظرف الصحي الحرج للعالم بسبب كورونا، ضربة معلم من هيئة الإذاعة والتلفزيون".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org