ينقلنا الزميل نواف الغضوري، إلى تبوك في الشهر الفضيل، حيث تنشط ليالي تبوك، وتعج الشوارع بالحركة من بعد صلاة العصر، فتزدحم الطرق وتكتظ الأسواق والمطاعم الشعبية. واعتاد أهالي تبوك زيارة "سوق الخالدية" خلال نهار رمضان الكريم، وهو السوق الشعبي الأقدم في تبوك، حيث يبيع عددٌ من الباعة الجائلين والأكشاك المؤقتة أصنافاً كثيرة من أنواع الأطعمة الشعبية، مثل: الجريش، والمرقوق، والمعصوب، واللقيمات، والسمبوسة، والخبز البلدي, والكبدة فضلاً عن أنواع العصائر الطازجة والشعبية، مثل: السوبيا؛ وهذا السوق يعد مزاراً سياحياً يستمتع فيه الناس بالفرجة والتسوّق وسط روائح الأطعمة الزكية التي تحرّك مشاعر الصائمين وتدفعهم للشراء حتى وإن كان هدفهم مجرد التفرج. وتجد الأسر المنتجة في سوق الخالدية بتبوك فرصةً لها لعرض منتجاتها من الأطعمة الرمضانية المتنوعة التي تشهد إقبالا كبيراً. وتبوك تمتاز بتنوع الأنماط الاجتماعية، حيث يسكنها عددٌ كبيرٌ من السعوديين من مختلف المناطق بحكم عملهم العسكري، فتجد من أهل الجنوب، والحجاز، والشرقية، ومناطق الشمال، فضلاً عن أهل المنطقة نفسها، لذا تنوّعت الموائد، فتشاهد التميس والفول الحجازي والسوبيا وتشاهد العصيدة والعريكة الجنوبية، ويشدك مذاق التشريبة الشمالية. ولكن يبقى الرطب واللقيمات والشوربة والسمبوسة عاملاً مشتركاً في كل الموائد الرمضانية "التبوكية". ويعد الإفطار الجماعي مظهراً من مظاهر الشهر الكريم في تبوك، حيث يلتقي الأقرباء والأصدقاء على مائدة الإفطار، والفرحة والابتسامة ترتسم على وجوه الجميع، وهم يتشاركون عديداً من الأطعمة والأشربة الرمضانية، التي تتصدّرها الأكلات الشعبية، وبعد ذلك اللقاء والاجتماع ينفض الجمع لأداء صلاة التراويح في المسجد، ثم بعدها يعود الجمع من جديد، ويمضون ما بقي من الليل في الخيام الرمضانية والاستراحات والمجالس يتبادلون فيها أطراف الحديث، ويتناولون فيها أطايب الطعام والشراب. ومع حرارة الطقس في رمضان وبلوغ فصل الصيف ذروته يعد "الرطب" فاكهة رمضان، والوجبة الرئيسة على كل موائد الصائمين اقتداءً بسنة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - بالإفطار على بضع تمرات، وعادةً ما يتناولها أهالي تبوك مع القهوة العربية. وتنشط ممارسة الرياضة بالنسبة للشباب فتكتظ الملاعب وتتنوّع ألعابهم ما بين كرة قدم وطائرة وتنس طاولة وبلياردو.