هل وبخ الأمين العام للجامعة العربية "تميم"؟ ولماذا سارع "الغنوشي" إلى المطار لإقناعه بالبقاء؟

روايات متعددة لهروب أمير قطر من القمة العربية
هل وبخ الأمين العام للجامعة العربية "تميم"؟ ولماذا سارع "الغنوشي" إلى المطار لإقناعه بالبقاء؟

قد لا يجد القارئ للشأن القطري، والضالع في أموره أي شيء يدعو للاستغراب في إقدام تميم بن حمد على مغادرة القاعة التي احتضنت القمة العربية على عجل أثناء إلقاء الأمين العام للجامعة العربية كلمته، وقبل أن يلقي رأس الإمارة الخليجية خطابه، إذ يأتي الفعل على الرغم من شذوذه عن الصف العربي متسقًا تمامًا مع الأفعال الصبيانية التي تقدم عليها الدوحة منذ أن ارتمت في الأحضان الفارسية والعثمانية، ومعاداتها الظاهرة للبيان لمحيطها الخليجي والعربي.

روايات متعددة

وتعددت الروايات حول السبب في إقدام "تميم" على مغادرة القمة مبكرًا، إذ قالت قناة "العربية" وفقًا لمصادرها أن السبب في ذلك توجيه أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية انتقادًا مباشرًا لتركيا لتدخلها في الشمال العراقي والشؤون العربية، وهو ما لم يعجب أمير قطر الذي يحتفظ بعلاقات دافئة مع إسطنبول يصفها بعضهم بالتبعية والخنوع.

توبيخ "أبو الغيط"

في حين ذكرت بعض المواقع الغزاوية الإخبارية أن السبب الحقيقي هو توبيخ "أبو الغيط" لـ "تميم" خلف الأبواب المغلقة؛ لعدم وفاء الإمارة الصغيرة بالتزاماتها المالية تجاه جامعة الدول العربية، وهو ما قد يفسر طريقة انسحاب "تميم" وأثناء كلمة الأمين العام بالذات، وربما لتوجيه إشارة له بعدم رضاه عن انتقاده وتوبيخه له قبل بدء الجلسة.

"الغنوشي" حاول إقناعه

وأوردت مراسلة القناة التركية TRT عربي، في مداخلتها من تونس أن "زعيم حركة النهضة الإسلامية (جناح الإخوان المسلمين في تونس) راشد الغنوشي سارع إلى المطار الرئاسي، في محاولة منه لإقناع تميم بن حمد بالبقاء في تونس إلى حين انتهاء الجلسة الافتتاحية، وإعلان البيان الختامي للقمة".

بينما أكدت بعض وسائل الإعلام التونسية أن الأمر كان مبرمجًا بين السلطات القطرية والسلطات التونسية، وأنه اتُّفق على أن تقتصر مشاركة الدوحة على الجلسة الافتتاحية وعلى كلمتي الرئيس التونسي والأمين العام للجامعة العربية، وهو ما قد ينفيه مغادرة "تميم" السريعة أثناء كلمة الأمين العام الذي برمج الأمير القطري جدوله على حضور كلمته كاملة!

تناقض صارخ

وعلى الرغم من تعدد الروايات والأسباب، فإن مغادرة الأمير السريعة كشفت عن تناقض صارخ بين ما تدعو إليه الدوحة بالأقوال وما تقدم عليه بالأفعال، فأمير قطر اعتاد القول بحرصه على المصلحة العربية، والعمل العربي المشترك، في حين كانت مشاركته في قمة الزعماء العرب بلا طائل من ورائها ومن دون إبداء رأي فيما يعيشه الوطن العربي من ظروف دقيقة، وما يواجهه من تحديات وقضايا ملحة، بل وزاد الطين بلة بمغادرته بطريقة مهينة لبلاده أثناء مناقشة قضية التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وكأنه يرسل رسالة مفادها خروج بلاده خارج الدائرة العربية نحو دوائر أجنبية أخرى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org