قصة عسكرييْن قتلهما المهربون في رفحاء بعد محاولتهما منع دخول المخدرات للمملكة

يرويها أحد سكان المحافظة لـ"سبق" ولايزال السكان يرددونها للآن
قصة عسكرييْن قتلهما المهربون في رفحاء بعد محاولتهما منع دخول المخدرات للمملكة

قبل 22 عاماً مضت، شهد قطاع حرس رفحاء الحدودي مع العراق مقتل عسكريين سعوديين بعدما حاولا صد تسلل مهربي مخدرات عراقيين أرادوا التستر تحت جنح الليل والاستفادة من عتمته لتمرير السموم للمملكة، وهي الحادثة التي لم تُنس حتى اليوم نظراً لفظاعتها وبشاعة تفاصيلها.

وعن تفاصيل الحادثة قال المواطن هادي الشيحي، من سكان محافظة رفحاء، لـ"سبق": "في تاريخ ١٤١٧/٢/١١هـ استودع والدي الرقيب "ذعذاع شرعان الشيحي" وزميله "يوسف بطي الخمعلي" أسرتيهما الرحمن، وقررا التوجه لأداء عملها الرسمي على الحدود الشمالية مع العراق لمنع العابثين والمتربصين من نقل السموم إلى الداخل وتدمير المجتمعات وتفكيكها".

وأضاف: "في تلك الليلة الحزينة كان القدر ينتظر والدي ومرافقه وأيامهما تقترب من النهاية والخلاص، إذ رصدا مع بداية عملهما آثاراً لبعض المهربين فجرى تقفي خطواتهم لمسافة طويلة وقبضوا عليهم، وتبين أنهم مهربو مخدرات قدموا من العراق إلى المملكة فقيدوهم ثم أركبوهم بصندوق الدورية واتجهو بهم إلى زملائهم في المركز".

وأردف: "أثناء المسير كان أحد المهربين يحاول تحرير نفسه من القيد المكبل به، ومع تكرار المحاولات استطاع تخليص يديه، ثم استل عصاً حديدية في صندوق الدورية، وضرب بها والدي عدة ضربات حتى توقف عن القيادة، ثم تعارك مع المهربين هو وزميله، وشاءت الأقدار أن يتمكن المهربون من قتل والدي ومرافقه، وفروا مدبرين على الأقدام جهة الحدود العراقية".

وأشار إلى أن زملاء والده ومرافقه وصلوا للموقع، ووجدوا الجثامين مسجاة على الأرض وقد فارقت الأرواح الأجساد، مبيناً أن قصة استشهادهم لاتزال عالقة في أذهان الناس، ويتداولها الجميع، ويرددونها بين فينة وأخرى على الرغم من مرور السنوات الطويلة عليها".

وختم "الشمري" رواية قصة الاستشهاد قائلاً: "رغم ألم الحادثة ووقعها، إلا أن ما يهون علينا ألمها والوجع المصاحب لها هو حجم التضحية والإيثار التي قدمها والدي وزميله، حتى فاضت أرواحهما دون أسوار الوطن وحياضه، ونالوا الشهادة مقبلين غير مدبرين، وسجلوا أسماءهم في لوحات الأبطال".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org