لا يمكن مشاهدة مباراة في كرة القدم بين أي فريقين أو إقامتها دون وجود البطاقات الملونة؛ إذ لا يمكننا تصور مباراة كرة قدم دون أن تخطر ببالنا البطاقات الحمراء والصفراء وهي في جيب حكم اللقاء.
وفي كثير من الأحيان جنون وإثارة وحماس اللعبة تجعل اللاعبين يفقدون أعصابهم، ويخرجون عن رشدهم؛ فيصبحون عنيفين؛ لأن العنف يسير بشكل موازٍ للمتعة الكروية التي يستمتع بها الجميع من لاعبين وجماهير.
وقبل مونديال المكسيك 1970 لم تكن تعرف لعبة كرة القدم شيئًا اسمه بطاقات ملونة (صفراء وحمراء).. فلك عزيزي القارئ أن تتخيل كيف كان الحكم يقوم بدوره بالشكل المطلوب دون البطاقات للحد من العنف بين اللاعبين، أو لمنع الشغب.
كيف نشأت فكرة إيجاد البطاقات؟
تدين كرة القدم للأستاذ الجامعي البريطاني كين أستون، الذي دخل عالم التحكيم الكروي عام 1960، وأسند إليه تحكيم أول مباراة دولية في كأس العالم عام 1962، وبالتحديد المباراة النارية التي جمعت بين منتخبَي تشيلي وإيطاليا، والتي كادت تتسبب في نشوب حرب بين البلدين بسبب ما كتبته الصحافة الإيطالية آنذاك بطعنها بشرف النساء في تشيلي، وهو الأمر الذي حوّل تلك المباراة إلى معركة؛ إذ استدعى ذلك تدخل قوات الأمن في ثلاث مرات لفض النزاعات بين اللاعبين على أرض الملعب.
بعد تلك المباراة أخذ أستون يفكر في حيلة ما، تمكِّن الحكام من السيطرة على الأمور داخل أرضية الملعب، وخصوصًا بعد انتشار أعمال الشغب بين اللاعبين. وفي أحد الأيام بينما كان يقود سيارته خلال عودته من عمله رأى إشارات المرور وهي تشير إلى اللون الأحمر الذي يعني التوقف، والأصفر الذي يدل على التحذير. هنا أدرك أستون أن محاكاة نظام الإشارات الضوئية ستكون الحل الأمثل؛ فالألوان تكسر حواجز اللغة، وتوضح الأمر للجميع، سواء كان القرار إنذار اللاعب أو طرده. وفي تلك اللحظة قرر إدخال تلك التعديلات عندما كان رئيسًا للجنة الحكام في الفيفا في عام 1970.