في فجر يوم الأربعاء 24 /4 /1377هـ، وبعد أن أدى أهالي محافظة ضباء صلاة في الجامع القديم ببلدتهم المطلة على ساحل البحر الأحمر، شاهدوا حين خروجهم من الجامع جسمًا غريبًا يضيء سماءهم الصافية ويخترق أجواءهم الهادئة بسرعة مذهلة، هذه القصة التي تعود أحداثها لـ62 عاماً يرويها لـ"سبق" الباحث عبدالله العمراني.
وقال "العمراني": أخذ الأهالي يتساءلون فيما بينهم: هل هذا الجسم جسم طائرة؟ فأجاب أحدهم بقوله: لا، فالطائرة أخفض منه ارتفاعًا ولها ضجيج، كما أنها لا تسير بهذه السرعة الهائلة! ولاسيما أن أهالي ضباء اعتادوا قبل هذه الحادثة على رؤية الطائرة وهي تشق سماءهم بصوتها المزعج خلال ذهابها وإيابها من مطار جدة وبيروت، وأحيانًا تحط بمطار الوجه الذي يبعد عن مدينتهم 150 كم تقريبًا.
وتابع "العمراني" قائلًا: "كثر حينها الحديث واللغط عن ماهية هذا الجسم الغريب الذي يظهر لأول مرة في سماء بلدتهم المتواضعة في ذلك الحين، وامتلأت مجالسهم بالشائعات التي تدور حول حقيقة هذا الجسم الغريب، ففكر أحدهم بأن يبعث رسالة بريدية إلى إحدى الصحف ليخبرهم بالحادثة ويستفسر عن حقيقتها لينهي الجدل الذي أقام البلدة لم يقعدها أيامًا عدة.
وأضاف "العمراني": "وحتى يصل جواب الرسالة في ذلك الحين فإن عليه الانتظار لعدة أيام حتى تأتي سيارة البريد التي كانت تمر بمدينتهم كل 15 يومًا لتقف ساعتين عند باب مأمور البريد فتحمل ما لديه من رسائل وركاب، قبل أن تكمل طريقها إلى المدينة التي تليها بحركة دائبة وثقيلة أشبه بحركة السلحفاة، وبعد مرور شهر و6 أيام على هذه الحادثة الغريبة التي لم يألفها أهالي ضباء أفاد رئيس تحرير الصحيفة التي راسلها أحد أبناء ضباء بأن ما شاهدوه لا يعدو كونه قمرًا صناعيًّا على حسب المواصفات الذي ذكروها في رسالتهم للصحيفة.
يشار إلى أن خبر هذه الحادثة نشر في يوم الأحد الموافق 1 جمادى الآخرة من عام 1377هـ، تحت عنوان "القمر الصناعي في سماء ضباء"... "رسالة ضباء... رأى بعض الأهلين بعد فجر يوم الأربعاء الموافق 24 /4 /1377هـ شيئًا غريبًا في سماء بلدة ضباء وهو على هيئة الطائرة تنبعث منه أنوار خافتة وهو يسير بسرعة هائلة جدًّا".