يلتزم المجتمع الدولي الصمت تجاه تصرفات إيران في المنطقة، وتدخُّلها السافر في الحرب الدائرة باليمن، ودعم الحوثيين بصفة مستمرة، ومدِّهم بأسلحة متطورة، من بينها صواريخ باليستية، استخدموها ضد المملكة العربية السعودية، التي تقود هذه الحرب بالتعاون مع التحالف الإسلامي من أجل دعم الشرعية في اليمن، وإعادة الرئيس المنتخب من الشعب هناك لممارسة صلاحياته من قلب العاصمة صنعاء.
ويتواصل مخطط استهداف الحوثيين للمملكة العربية السعودية بأعنف صورة، عبر إطلاق المزيد من الصواريخ الباليستية نحو المدن السعودية الآهلة بالسكان، وكان آخر هذه الصواريخ ما أعلنه المتحدث الرسمي لقوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، العقيد الركن تركي المالكي، بأنه في تمام الساعة الثانية عشرة و38 دقيقة من ظهر هذا اليوم رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف عملية إطلاق صاروخ باليستي من قِبل المليشيات الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية (محافظة صعدة) باتجاه أراضي السعودية.
وذكر "المالكي" أن الصاروخ ضرب باتجاه مدينة نجران، وتم إطلاقه بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وتم اعتراضه وتدميره - ولله الحمد - من قِبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي.
التعرض للأذى
وتفاعل المغردون في "تويتر" وبقية مواقع التواصل الاجتماعي مع أخبار نجاح قوات الدفاع الملكي السعودي في ترصد وتتبع الصاروخ، والقدرة على إسقاطه قبل أن يبلغ أهدافه. وأشادوا بخبرات هذه القوات، وكفاءتها، مشيرين إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتمكن فيها قوات الدفاع الجوي من إسقاط الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون صوب المدن السعودية. وعبَّر الكثيرون عن فخرهم بقدرة هذه القوات على بث الأمن والطمأنينة في نفوس الجميع، مؤكدين أن هذه القوات باتت مصدر فخر وأمان لأفراد الشعب السعودي. ودعا مغردون إلى تكريم هذه القوات، وتحفيزها على مواصلة جهودها في تتبُّع الصواريخ الباليستية، وإسقاطها قبل أن تصل إلى أهدافها، مشيرين إلى أن يقظة هذه القوات جنَّبت العديد من المناطق الآهلة بالسكان والمدارس والمستشفيات والمطارات التعرض للأذى الحوثي.
تجاوز صريح
ويرى المحللون السياسيون أن إيران تجاوزت كل الخطوط الحمراء باستمرار تهريب الأسلحة الحديثة إلى جماعة الحوثيين الإرهابية، وذلك في تحدٍّ واضح وصريح لخرق القرار الأممي رقم (2216) والقرار (2231) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.. مشيرين إلى أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يُعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني. وحذر هؤلاء من أن إيران تمارس سياسة جس النبض للمجتمع الدولي، وإذا استشعرت أن هذا المجتمع يلتزم الصمت، ولم يحرك ساكنًا نحوها، فستتمادى في تصرفاتها دون حسيب أو رقيب.. مشددين على أهمية أن يتحرك العالم اليوم لمحاسبة إيران على جرائمها وتصرفاتها اليوم قبل غد.
محاسبة طهران
وسبق أن دعت واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي للتصدي لسلوك إيران الهادف إلى زعزعة استقرار المنطقة ونشر الفوضى والدمار فيها. وعرضت واشنطن أدلة قوية ودامغة على أن طهران هي التي تمد المليشيات الحوثية بالصواريخ الباليستية، فيما أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لا تترك مجالاً للشك بشأن تجاهل إيران الصارخ لالتزاماتها تجاه الأمم المتحدة، وسط ترحيب سعودي بالبيان الأمريكي ودعوة البحرين المجتمع الدولي إلى محاسبة طهران. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: إن إيران أساءت فهم الاتفاق النووي؛ لأنها تنتهك القرارات الدولية، وتعزز نفوذها عبر دعم وكلائها في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الصواريخ التي تطلق على السعودية قصيرة المدى، لكنها خطرة إذا استُخدمت على أهداف كالعاصمة السعودية. لافتة إلى أنها مصنوعة في إيران.
ورغم الدعوات التي أطلقتها السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية لمحاسبة إيران على مخالفتها قرارات الأمم المتحدة بعدم دعم الحوثيين إلا أن المجتمع الدولي ظل صامتًا، وكأن الأمر لا يعنيه؛ وهو ما يعزز فرصة إيران لفرض نفوذها وسيطرتها في المنطقة، والتحرك بحرية لتهديد أمن المنطقة والعالم، بالتعاون مع الحوثيين تارة، وحزب الله تارة أخرى. ويعد صاروخ اليوم هو الثالث الذي يطلقه الحوثيون باتجاه السعودية خلال الأيام القليلة الماضية. وسبق أن أعلن العقيد الركن تركي في ديسمبر الماضي أن عدد الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية بلغ 83 صاروخًا باليستيًّا منذ 2015، مشيرًا ـ آنذاك ـ إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ يعد تصعيدًا خطرًا من المليشيات الحوثية الإيرانية، وأن عدد الصواريخ يثبت دخولها عن طريق المنافذ الإغاثية.