أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام في مدينة الرياض أمس قضية تصوير معلمات المدرسة الأهلية المعتدَى عليهن من قِبل زوجة مالك المدرسة (من جنسية عربية)، أثناء وجودهن في ساحة المدرسة في فترة سابقة بعد نهاية دوام طالبات المرحلة الابتدائية، إلى المحكمة الجزائية للتحقيق والنظر فيها.
وبحسب أولياء أمور هؤلاء المعلمات، فإنه حدثت بعض التطورات الإجرائية الذي عممها مالك المدرسة؛ إذ أبلغ المعلمات بدوام يوم السبت بخطاب رسمي، وهو إجراء وصفنه بالتعسفي للضغط عليهن، فضلاً عن بقائهن الأيام الأخرى في الدوام إلى الساعة الثانية والنصف.
وأشاروا إلى أن الأقسام (الثانوي والمتوسط والتمهيدي) ينتهي الدوام فيها عند الثانية عشرة ظهرًا، فيما يبقى اللاتي أقمن عليه دعوة عمالية من القسم الابتدائي فقط، اللاتي تم تصويرهن. مبينين أن مالك المدرسة يتحجج بالعقد الموحَّد الذي أصبح من البنود التي يلجأ إليها ملاك المدارس الأهلية للضغط على منسوبيها في حال طلبوا أي حق من حقوقهم عبر الطرق المشروعة.
وأكدوا أن المدرسة مؤسسة تعليمية رائدة، تخرّج أجيال المستقبل.. متسائلين عمن يحمي هذه الفئة المستضعفة من المعلمات اللاتي مورس عليهن الضغط بهذه البنود التعسفية، التي يُجبر على التوقيع عليها جميع الموظفين وإلا لن يتم قبولهم في المدرسة.
وناشد أولياء أمور المعلمات وزارة التعليم ومكتب الإشراف الأهلي ومكتب العمل النظر في قضية المعلمات بمحمل الجد؛ إذ أنهن - إضافة إلى كونهن مربيات أجيال - ربات منزل، ومنهن من تعول أُسرًا؛ ومنهن من تخاف أن تكون هذه الجريمة "التصوير" عثرة أمام الزواج مستقبلاً.
وكانت الجهات الأمنية بالعاصمة الرياض قد أحالت ملف قضية وردتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ممثلة في دائرة العِرض والأخلاق بشرق العاصمة؛ لبدء مجريات التحقيق مع زوجة صاحب مدرسة أهلية من جنسية عربية؛ قامت بتصوير معلمات المدرسة عندما كن في ساحة المدرسة؛ فتقدمن حينها بشكوى للجهات الأمنية التي تحفظت على هاتف زوجة صاحب المدرسة الذي يحوي صور المعلمات.
وتشير التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" آنذاك إلى وجود قضية سابقة بمكتب العمل مرفوعة ضد صاحب مدرسة أهلية بشرق العاصمة الرياض وزوجته المقيمة؛ بشأن إلزامهما المعلمات بالعمل في أوقات العطل الرسمية، مع إجراء حسميات من الرواتب بغير وجه حق، بحسب شكوى المعلمات.
وبيّنت التفاصيل أن زوجة صاحب المدرسة (عربية الجنسية)، التي قامت بتصوير المعلمات، كانت تمارس عليهن شتى الضغوط؛ وتم إبلاغ إدارة التعليم الأهلي في وزارة التعليم؛ وتم منعها من دخول المدرسة؛ لأنها غير سعودية، ولا يوجد لها أي صفة اعتبارية تخولها بدخول المدرسة؛ ما أثار غضبها؛ فدخلت إلى المدرسة الأحد الماضي، وقامت بالتجول داخل المدرسة، وعند الساعة الواحدة ظهرًا بعد خروج الطالبات وانتظار المعلمات في ساحة المدرسة إلى انتهاء وقت الدوام المفروض عليهن من قِبل صاحب المدرسة (الساعة الثانية والنصف ظهرًا) فوجئن بزوجة صاحب المدرسة تقول لهن "ليه جالسات بدون عمل"، وقامت بتصويرهن، وأقسمت بالتشهير بهن؛ وأبلغت المعلمات فورًا أولياء أمورهن الذين أبلغوا الجهات الأمنية؛ وحضرت للموقع؛ وتم القبض على زوجة صاحب المدرسة، والتحفظ على الجوال الذي بحوزتها، والتحقق منه، وعثرت على الصور داخله.