يؤكد الكاتب الصحفي خالد السليمان أن وزارة التعليم في المملكة هي السبب في أزمة المعلم السعودي، فهي التي أشغلت المعلم بملاحقة حقوقه بدلاً من التفرغ لمسؤوليات مهنته، وأثقلت كاهله بالمهام الهامشية المستنزفة لطاقته، بدلاً من أن تعينه على أداء مهمته التعليمية.
جزء من المشكلة ولكن
وفي مقاله "المعلم السعودي.. صُنع في وزارة التعليم!" بصحيفة "عكاظ" يقول "السليمان": "أوافق وزير التعليم بأن المعلم في المدارس الحكومية اليوم هو جزء من مشكلة العملية التعليمية، لكنني أسأله من الذي جعله جزءاً من المشكلة وليس حلها؟! من المسؤول عن مناخ التعليم وبيئة المدرسة؟! من الذي أشغل المعلم بملاحقة حقوقه بدلاً من التفرغ لمسؤوليات مهنته؟! من الذي أثقل كاهله بالمهام الهامشية المستنزفة لطاقته بدلاً من أن يعينه على أداء مهمته التعليمية؟! من الذي أشغله بقراءة التعاميم بدلاً من قراءة منهجه؟! من الذي عامله طيلة عقود من الزمن كموظف أجير بدلاً من أن يعامله كمعلم شريك؟!"
صنع في الوزارة
ويمضي "السليمان": "عفواً معالي الوزير، مع محبتي لك، مشكلة المعلم لم تولد خارج رحم الوزارة، بل هي ولدت ولادة طبيعية مكتملة المدة والنمو من رحم احتضنها وغذاها، والآن يريد التبرؤ منها وكأنها مشكلة ولدت من رحم مجهول لا أم لها ولا أب! تستطيع إنكار المسؤولية كما فعل ويفعل وسيفعل الكثير من المسؤولين الذين مرّوا على كراسي المسؤولية، لكن شيئاً واحداً لا يمكن إنكاره، هو أن هذا المعلم الذي تنتقده صنع في وزارة التعليم السعودية!".
حدد المدارس العالمية
ثم يتوقف "السليمان" أمام امتداح المدارس العالمية، ويقول: "أما امتداح المدارس العالمية ووصف مخرجاتها بالطفرة التعليمية، فيمكن قبوله لو أن معاليه خصّ المدارس الممدوحة، أما وقد عممه فهذا مديح يفتقر للموضوعية، ويدل على تقصير الوزارة بمعرفة واقع بعض المدارس العالمية ومعايير تعيين المعلمين فيها الذين هم في الغالب من المرافقين الأجانب لزوجاتهم أو العاطلين عن العمل في بلدانهم، وحقيقة تحول التعليم إلى عملية تجارية ربحية في العديد من المدارس التي أضافت اللقب العالمي إلى مسمياتها!".