دافع رئيس وفد منطقة الجوف المشارك بمهرجان "الجنادرية 31" لهذا العام عن الانتقادات التي وجّهها عدد من أبناء المنطقة ومحافظاتها لمشاركة جناح منطقة الجوف بالجنادرية لهذا العام والتي وصفوها بالمتواضعة ودون المستوى المأمول.
ورداً على تساؤلات طرحها عدد من أهالي محافظات المنطقة حول عدم منح مدنهم فرصة المشاركة بجناح المنطقة بالشكل المطلوب أفاد أن المشاركة هذا العام جاءت باسم منطقة الجوف عامة لكي تكون المشاركة بشكل أشمل وأقوى بعد منح الفرصة للمحافظات والمراكز بالسنوات الماضية .
وفي حديث خاص لـ"سبق"، قال رئيس وفد منطقة الجوف بمهرجان "الجنادرية 31" "نواف الذويبان": "نعمل بجدية على مشاركة أبناء الوطن في هذه المناسبة الوطنية والسنوية من أجل رفع اسم الجوف وإظهاره كأحد مناطق هذا الوطن الغالي وتقديم تراثه وموروثه".
وتابع: "ورغم أنني لم أشارك بالجنادرية منذ سبع سنوات إلا أنني وبتوجيه من أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر أعمل وفريق العمل معي بجدِّية لتحقيق أهداف المشاركة، وكانت المنطقة تشارك ببيت من الشعر العام الماضي والذي تم إلغاؤه هذا العام وتم بناء بدلاً منه صيوان حديث وكبير يحتوي على أجنحة لجامعة الجوف وإدارات التعليم والسياحة والنادي الأدبي وجمعية الثقافة وجناح للزيتون إضافة لعرض عدد 120 صورة تمثّل جميع مدن الجوف في الصيوان" .
وحول غياب مشاركة بعض الفنون الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، قال "الذويبان": تم إحضار فرقة الجوف للفنون الشعبية لتقديم العرضة والسامري والهجيني والربابة وذلك طيلة أيام المهرجان" .
وقال "الذويبان": "ملاحظات البعض حول عدم وجود مبانٍ ومقار لجناح الجوف فكما يعلم الجميع أن المناطق التي قامت ببناء مقرّاتها كان بدعمٍ مباشر من رجال الأعمال بتلك المناطق حيث لم تبن اللجنة المنظمة للمهرجان أيا من تلك المقار لهذه المناطق وليست لها ميزانيات خاصة من الدولة وسوف نعمل خلال الشهر القادم على البحث لداعم لبناء مقرّ لجناح منطقة الجوف" .
وحول الاتهامات التي وجّهت لوفد الجوف المشارك بعدم إتاحة الفرصة بالمشاركة الكافية لعدد من محافظات المنطقة كالقريات ودومة الجندل وطبرجل وغيرها من مراكز وقرى المنطقة، قال رئيس وفد منطقة الجوف بالجنادرية: "الفرصة كانت متاحةً لجميع المحافظات بالمشاركة بالمهرجان طيلة السنوات الماضية حيث كانت المشاركة في كل عام على محافظة إلا أن المشاركة باسم المنطقة ستكون أقوى وأشمل وهذا العام، يوجد معنا مشاركون بالوفد من سكاكا ودومة الجندل وطبرجل والقريات وصوير والأضارع حيث تسير المشاركة بشكلٍ مميز وهو ما لمسناه من الجمهور واللجان المشرفة بالحرس الوطني، وأدعو الجميع وبالأخص الذين لم يتمكنوا من زيارة المهرجان الإطلاع ومتابعة أنشطة وفعاليات الجناح عبر حساب الجناح بـ"بتويتر" والذي يحمل إسم (وفد الجوف بالجنادرية)" .
ولقيت مشاركة منطقة الجوف بمهرجان "الجنادرية 31" انتقادات بعض من أهالي المنطقة ومحافظاتها وذلك بالمقارنة بمشاركات المناطق الأخرى بمهرجان وطني وكبير لاسيما وأن منطقتهم تزخر بإرثٍ تاريخي وآثري كبير ومخزون ثقافي مميّز يستحق التعريف به بمهرجان كبير بحجم مهرجان الجنادرية، كما تساءل مواطنون عن أسباب تغييب وضعف مشاركة محافظات المنطقة كالقريات ودومة الجندل وطبرجل وبقية قرى ومراكز المنطقة بجناح الجوف بالجنادرية 31، حيث اقتصرت مشاركة محافظة القريات الفعلية هذا العام على فن الربابة للشاعر "محمد حضوان العازمي" .
وعبّر لـ"سبق" عدد من أبناء وإعلاميي المنطقة ومحافظاتها عن آرائهم وملاحظاتهم حول مشاركة منطقتهم لهذا العام، ففي محافظة القريات استغرب عدد منهم اختصار مشاركة مدينتهم على فنٍّ واحد فقط هذا العام، وقال الكاتب والناقد "منصور الأشجعي" من محافظة القريات: "بدأت علاقة القريات مع مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته وذلك قبل 31 سنة تَمثّلت بحضورٍ مميّزٍ من خلال جناح خاص بها والذي اعتبرت فيه القريات أول من قدّم فن (الدَّحة) بالجنادرية، بالإضافة للألعاب الشعبية الخاصة والحرف اليدوية التي تشتهر بها القريات وأهلها قديماً ومنها عملية استخراج الملح قديماً وطريقة عصر الزيتون حيث تُعدّ القريات من أوائل مدن المملكة في زراعتة وإنتاجه.
وتابع: "ومشاركات مختلفة لفناني القريات التشكيليين للوحات ومجسّمات عن معالمها ناهيك عن مشاركة القطاعات الحكومية والأهلية إلا أن هذا الحضور للقريات بالجنادرية تراجع مؤخراً رغم امتلاكها عدداً من الأولويات التاريخية على المستوى الثقافي والتراثي والتي سجلتها على مستوى المملكة وتهم الزائر للمهرجان بأن يتعرّف عليها ومنها إنشاء أول جمعية تعاونية متعدِّدة الأغراض وأول مدرسة للبنات بالمملكة ووجود مبانٍ تراثية قديمة وقرى وموروث شعبي كبير تملكه" .
وبالمقارنة بمشاركة القريات بالجنادرية سابقاً وحالياً، استذكر "سليمان شعيّر البنيّان" الذي ترأس وفد القريات بالجنادرية منذ عام 1409هـ ولعدّة سنوات تلتها، قائلاً: "شاركت بوفد القريات بالجنادرية لعدّة سنوات ماضية وذلك عندما كانت القريات منطقة وقبل انضمامها لمنطقة الجوف كمحافظة، وكان جناح القريات متفوقاً ومتميزاً بالمهرجان على عدد من الأجنحة الأخرى من حيث المحتوى ونوعية المعروض حيث نال الجناح التفوق الإعلامي من إدارة المهرجان بتلك المشاركات".
وأردف: "وكان الملح والزيتون اللذان تشتهر بهما القريات علامتين بارزتين بمشاركات المهرجان، كما جاءت مشاركتنا بفنّ "الدحة" بالمفاجئة في ذلك الوقت بالفنون الشعبية التي كانت تقدّم آنذاك، والتي جميعها كان يقدّمها الوفد المشارك بالجناح والذي كان يضم مجموعة من شباب القريات ولم نعد نشاهدها بالسنوات الأخيرة كما كانت ضمن مشاركات جناح المنطقة" .
وثمّن الصحفي "عبدالرحمن البراهيم" من مدينة سكاكا اهتمام إمارة منطقة الجوف بمشاركة وتمثيل المنطقة بالمهرجان عبر وفدٍ رسمي وحرص رؤساء الوفود على اختيار العناصر المميزة من شباب المنطقة ورجالاتها بمختلف تخصصاتهم، متطلعاً كمواطن اعتماد وإنشاء مقر رسمي للمنطقة في الجنادرية يستقي طابعه العمراني من تراثها وتاريخها ومعالمها الشهيرة، والذي سيضيف للوفود المشاركة فرصة أكبر لتقديم تاريخ المنطقة وفنونها بشكلٍ متكامل، في حال إنشائه واكتماله .
ومن محافظة طبرجل، اقترح الإعلامي "عبدالله المزودي" أن تكون مشاركة جناح منطقة الجوف بالسنوات القادمة كقرية تراثية تحتوي على أجنحة لمعالم محافظاتها وقراها وإبراز تاريخ المنطقة وثقافتها، مشيداً بجهود القائمين على الجناح وإعطاء عدد من المحافظات الفرصة بالتمثيل بالأعوام السابقة ومنها طبرجل وصوير، داعياً لإعادة بيت الشعر الذي تم إلغاؤه هذا العام والذي يمثل جزءًا مهماً بتاريخ وتراث منطقة الجوف .
كما قال عضو المجلس البلدي بمجمع مركز الناصفة، ضيف الله مدالله العازمي: نتطلّع أن يكون جناح منطقة الجوف واجهةً مشرّفة تليق بموقعها الجغرافي وأهميتها التاريخية وثروتها الزراعية التي تشتهر بها المنطقة ومحافظاتها ليواكب تطلعات وتوجيهات أمير المنطقة في تطوير المنطقة ومحافظاتها وأمنيات أهالي المنطقة عامة.
فيما وصف المواطن "باتع محرّق الأشجعي" المشاركة هذا العام بالمتواضعة وقال: "مقر وحضور متواضع لمنطقة الجوف لا يرتقي لطموح أهالي المنطقة في إبراز ثقافة وكرم أهل الجوف في محفل ومهرجان يرعاه سيدي خادم الحرمين الشريفين ويزوره عشرات الآلاف من مواطني المملكة ودول الخليج والدول العربية والعالم وكلنا أمل بالله ثم باللجنة المشرفة على الجناح أن تكون المشاركة في الأعوام القادمة بشكل أفضل وأشمل".
ولفت إلى أن منطقة الجوف تمتلك تراثاً عريقاً يجب أن يرى النور وتقديمة بصورة ملائمة كإنشاء مجسمات تراثية للمنطقة لمسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الأثري وقلعة مارد بدومة الجندل وقصر الأمير نواف الشعلان في قرية كاف بالقريات ومشاركة الحرفيِّين والهجن الأصيلة لدى قبائل منطقة الجوف وتكون مشاركة وفد المنطقة من خلال لجنة لاختيار وترشيح من يرغب ويستحق المشاركة في المهرجان عبر إعلان رسمي".
ووجّه "عبدالله الشامخ" عدّة تساؤلات حول مشاركة الجوف بالجنادرية، حيث قال: "هل من المعقول أنه لا يوجد لنا تراث سوى عزف الربابة والحلوة التي تقدم كضيافة وذلك كما أخبرني بعض المشاركين؟ وأين أسواق المنطقة القديمة ببقية المدن؟ ويجب توزيع المشاركات على جميع المحافظات بالمنطقة وإتاحة الفرصة لأبنائها لتمثيل مدنهم ومنطقتهم خير تمثيل".