يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه لله- غداً الأحد جولة آسيوية يتوقع لها أن تكون تاريخية وفقاً للأهداف المرجوة من ورائها والتي تتعلق بشكل أساسي بتعزيز تحالفات المملكة وتوقيع اتفاقيات واستثمارات مشتركة خاصة في قطاع الطاقة وتنويع موارد الاقتصاد وذلك وفقاً لأهداف الرؤية السعودية 2030م.
الجولة التي ستشمل خمس دول، هي ماليزيا وإندونيسيا والصين واليابان وأخيراً المالديف، أكدت تصريحات لبعض مسؤوليها خلال الأيام القليلة الماضية أنها ستشهد توقيع اتفاقيات على مستوى كبير من الأهمية لتنمية وتقوية الشراكات السياسية والاقتصادية التي عقدت في زيارات سابقة. بل وقد تتجاوز ذلك لفتح آفاق استثمارات توصف بالعملاقة مع هذه الدول ووضع العديد من الاتفاقيات في مسارات التنفيذ الفعلي العاجل.
* أصداء واسعة:
في ماليزيا أبرز بيان صادر من الحكومة المالية الترحيب الكبير من رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق بالزيارة الرسمية. مشيراً إلى لعلاقات القوية التي تربط بين البلدين معربا عن امتنانه بأن تكون ماليزيا أول بلد يستهل بها جولته الآسيوية.
ماليزيا التي تسير علاقاتها مع المملكة في خطى أوسع شهدت قفزة بنحو 28% ما جعل المملكة واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لماليزيا.
في ما يجمع ماليزيا والمملكة عمل وتعاون دؤوب لنشر قيم الإسلام المعتدل، فقد أعلن أيضا عن أن الزيارة قد تشهد اتفاقيات واسعة بين أكبر شركتي بترول في البلدين (أرامكو السعودية وبتروناس الماليزية)، كما ساهمت جهود مجلس الأعمال السـعودي - المـاليزي بشكل كـبير في تقويـة العلاقـات الاقتصـادية والتجارية بين البلدين.
إندونيسيا:
وفي إندونيسيا البلد الإسلامي الأكبر في شرق آسيا قال "جوكو ويدوود"، إن زيارة الملك "سلمان بن عبدالعزيز" لبلاده هي زيارة «تاريخية».
وأعرب عن أمله في أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، وفقا لصحيفة «جاكرتا بوست» الإندونيسية.
وتنظر الحكومة الإندونيسية لهذه الزيارة بالكثير من التقدير حيث تعد الزيارة الأولى بعد عقود من أخر زيارة لمسؤول سعودي كبير على هذا المستوى.
يذكر أنه قبل فترة قصيرة أعرب الرئيس الإندونيسي أثناء استقباله لرئيس مجلس الشورى «عبدالله آل الشيخ» عن التطلع لتعاون تجاري أكبر وأعمق بين البلدين.
هذا فيما نقلت تقارير إعلامية عن برامونوا أنونج أمين عام مجلس الوزراء الإندونيسي، أن "زيارة خادم الحرمين ستتم في 9 مارس المقبل معربا عن أمله في أن تجلب الزيارة استثمارات سعودية تصل إلى 25 مليار دولار"، هذا في الوقت الذي يتوقع فيه أن تناقش القمة السعودية – الإندونيسية التعاون الثنائي وأن تجلب الزيارة استثمارات سعودية تزيد من حجم التبادل التجاري وتعزيز العلاقات بين شركة الطاقة المملوكة للدولة (برتامينا) وشركة أرامكو السعودية اللتين تعملان معًا لتحديث مصفاة «سيلاكب» أكبر مجمع لتكرير النفط في إندونيسيا بينما تتطلع إلى مشروعات أخرى للتطوير.
الصين:
الأصداء في الصين أيضا حافلة بالتطلعات لزيارة الضيف الكبير حيث تشكل الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم أهم المصدرين إلى السعودية. كما وصف السفير الصيني في الرياض الزيارة بالتاريخية. وتتحدث المصادر عن أن الزيارة ستشهد توقيع خمس اتفاقيات في مجالات، أهمها السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة. بالتوافق مع رؤية 2030 م. كما قد تتطرق المباحثات للتعاون في مجالات خاصة بمكافحة الإرهاب. هذا في الوقت الذي يشهد فيه التعاون بين البلدين تقدما مستمرا في مجالات طاقة الإنتاج والأقمار الاصطناعية والعلوم والتكنولوجيا والطاقة النووية والطاقة المتجددة.
اليابان:
وهي واحدة من أبرز المحطات في هذه الجولة حيث يسعى البلدان لأهداف متعددة تخدم اقتصاد البلدين. فالمملكة بثقلها الكبير المتنوع واليابان بكونها صاحبة ثالث اقتصاد عالمي. خصوصا أن اليابان تستورد ثلت نفطها من المملكة.
في اليابان توسعت وسائل إعلامها في إبراز أهمية الزيارة المرتقبة وأن الحكومة ترى فيها فرصا أكبر لتعزيز التعاون مع المملكة، في إطار رؤية المملكة 2030.
اليابان من الدول التي يهتم فيها القطاع الخاص بشكل كبير بمثل هذه الزيارات خصوصا من سعي المملكة لدعم اقتصادها وفق التحول الكبير الذي تشهده. ولعل من أبرز ما تحقق توقيع مجموعة سوفت بانك في أكتوبر الماضي اتفاقاً مع صندوق الاستثمار السعودي لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 100 مليار دولار.
توقعات وآفاق:
مختلف التحليلات تصدرت الإعلام بكافة وسائله من الكثير من الخبراء خصوصا في المجال الاقتصادي، حيث يتوقع للزيارة التاريخية أن تدعم حظوظ المملكة في تعزيز شراكات تاريخية وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار، والصناعة، والعمل والموارد البشرية. والنفط والطاقة والطاقة المتجددة وتنويع مصادر الدخل.
كما يتوقع لهذه الزيارة تحسين كبير في مستوى العلاقات السياسية وتعزيز التعاون والتحالفات في هذا الجانب خصوصا أن الجولة يقودها المصدر الأكبر لصنع القرار في المملكة العربية السعودية.
هذا بالإضافة لكون الدول التي تم اختيارها للجولة تنتمي لعمالقة اقتصاد العالمي ونعني تحديدا اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا، وبالتالي هي تمتلك تجارب غير عادية في التفوق في هذا المجال.
مسار الجولة التاريخية ينتهي بزيارة رسمية للأردن لحضور القمة العربية والتي تعد ذات أهمية كبرى وفقاً للظروف التي تمر بها المنطقة.