تحوّلت ساحات جامع العباس بمحافظة الطائف لمقر لنوم العديد من المرضى النفسيين، وبعضهم يتعاطى مادة "الغراء"، ويتنقلون بعبوات المادة المخدرة في ذلك الموقع. كذلك بعضهم يتسلل لداخل الجامع للنوم فيه في ظل ما تم رصده من آثار لهم، وبعض الملابس والشراشف التي يتركونها.
ويشكّل "المرضى النفسيون" أعدادًا كبيرة ممن ينتشرون حول جامع العباس، الأقدم تاريخيًّا بالطائف؛ إذ باتت الساحات والمواقع المحيطة مفارش لنومهم، وأماكن يتعاطى بعضهم فيها "المخدرات"، وكذلك "تشفيط مادة الغراء"، التي تتسبب في إتلاف المخ، وتعمل على تدهور الحالة الصحية وصولاً للهلوسة، بخلاف ما قد ينعكس عليه من عداء وخطورة على الآخرين من المتسوقين والمصلين.
ويتعمد بعض هؤلاء دخول الجامع، واعتراض المصلين وقت أداء الصلوات المفروضة، وامتهان التسول؛ ليحصلوا على الكثير من الأموال بداعي الحاجة، وبواسطتها تتوافر لهم المادة المخدرة.
ويعاني الكثير من أصحاب المحال التجارية، وكذلك المتسوقون، بالمنطقة المركزية التي تحيط بجامع العباس انتشار هذه الفئة من المرضى، الذين يشكِّلون خوفًا ورعبًا لهم.
ويطالب العديد من المواطنين، وخصوصًا المصلين بالجامع والمتسوقين وأصحاب المحال التجارية المحيطة، بالتنبه لهذا الأمر من قِبل الجهات المعنية والمسؤولة، والعمل على تخليصهم من شرور هذه الفئة، وعدم بقائهم حول الجامع؛ إذ باتت صورتهم مزعجة ومؤسفة وهم يحملون عبوات تلك المواد الممنوعة التي يتعاطونها؛ ما يلزم تلك الجهات بالتحرك، والعمل على مواجهتهم، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.
يُـشار إلى أن مستشفى الصحة النفسية بالطائف، تبلغ طاقته الاستيعابية نحو 690 سريرًا، ولكن عدد المنومين به يتجاوز ذلك الرقم، بما يقارب 325 مريضًا، ومنهم مرفوضون من قِبل أسرهم؛ الأمر الذي يزيد من معاناة المستشفى، الذي يبحث عن التخفيف من ذلك التكدس للمرضى داخله، من خلال لجان تعمل على ذلك، والإسراع في إنشاء دار نقاهة للمرضى النفسيين بالطائف، تسهم بشكل كبير في تخفيف العبء على المستشفى المتخصص، وتحفظ كرامة هذه الفئة من المرضى الذين ينتشرون تسكعًا في الشوارع، ويفترشون الأرصفة والممرات داخل الأسواق وحول جامع العباس.