ناهد الحسن: تزايد في الآونة الأخيرة ظهور عربات القهوة والطعام المتنقلة في شوارع الرياض، وميل الشباب السعودي لهذا النوع من المشاريع، بالرغم من مواجهتهم لعدد من الصعوبات في بداياتهم ؛ حيث أثبت العديد منهم نجاحهم في مشروع عربات الطعام وتحقيق أحلامهم خارج نطاق الوظيفة الروتيني واعتماد البعض عليها كمصدر دخل أساسي للتغلب على البطالة.
وذكر أحد ملاك "food truck" ، محمد البابطين، أن موهبته هي التي دفعته للبدء بالمشروع واعتباره مصدر دخل إلى جانب وظيفته الأساسية، مشيراً إلى أن وضوح آلية التصاريح وتوفير أمانة منطقة الرياض مكاناً خاصاً للعربات ساعد في إنجاح المشروع وتيسيره.
وأوضح مالك عربة قهوة، عبد الرحمن السدحان، أن الهدف الأساسي من مشروعه هو ضمان مصدر دخل ثانوي على الرغم من معرفته لأشخاص هجروا وظائفهم وتفرغوا لعرباتهم، وهدفه الآخر هو الاستفادة من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مشروعه، كما ذكر أن التوجه الحالي لملاك "فود ترك" هو الفعاليات المقامة في مدينة الرياض للترويج لعرباتهم وكسب زبائن جدد.
وقال المواطن عبد المجيد الخالدي إن فكرة العربات المتنقلة للطعام ساعدت بشكل كبير على تخطي حاجز البطالة وإتاحة فرص للشباب لإيجاد مصدر دخل كبير وناجح دون تكاليف باهظة ودون الحاجة لمؤهلات علمية أو خبرات.
وأضاف: "على الرغم من أن عرباتهم ليست مصدر دخلهم الأساسي إلا أنها كانت سبباً مهماً لتحقيق أحلامهم واستغلال مواهبهم وباب لدخولهم في مجال التجارة من خطوة صغيرة، وبحث البعض عن المهنية والعمل الحر في هذا المجال بعيداً عن الوظيفة والدخل الثابت".
يشار إلى أن أمير القصيم ،الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، كان قد وجه أمانة المنطقة في شهر ديسمبر الماضي، وفرع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية ، وفرع وزارة التجارة والإستثمار ، بتشكيل فريق عمل للوقوف على مباسط البيع المؤقت وتصحيح وضعها ، ودعم الشباب في المهن التي يزاولونها ، وتشجيعهم بعد التأكد من سلامة منتجاتهم والعمل على إصدار التراخيص المؤقتة لكل من يرغب في مزاولة البيع على الطرق وبصورة حضارية ومشرفة.
وأكد أمير المنطقة حينها على الدعم المستمر للشباب ، وإيجاد أعمال تعينهم على أمور حياتهم وكسب معيشتهم وتشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ؛ حيث توقف بجانب شاب اتخذ من أحد الأرصفة في بريدة "بسطة" خصصها لـ"بيع الشاي"، واحتسى لديه كوباً ورقياً من شاي الجمر، وتبادل معه حديثاً ودياً؛ تقديراً لمهنته، واعتبره الكثيرون نوعاً من أنواع التشجيع.
وأسدى أمير القصيم إلى صاحب "البسطة" عبارات الثناء على عصاميته في كسر ثقافة العيب التي ينظر من خلالها السواد الأعظم من أفراد المجتمع ناحية من يمتهنون صناعة الطعام وبيعه.