
أكد البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم في جامعة الملك سعود، أن تناول وجبة الإفطار خلال ساعة إلى ساعتين من الاستيقاظ يُعد “بوابة للتوازن الهرموني وتحسين جودة الحياة”، وليس مجرد عادة غذائية تقليدية.
وأوضح باهمام في تغريدة نشرها عبر حسابه في منصة “إكس”، أن توقيت الإفطار له تأثير بيولوجي فعّال على الساعة الداخلية للجسم، مشددًا على أن كلما اقتربت الوجبة من لحظة الاستيقاظ، زاد أثرها الإيجابي في تنظيم العمليات الحيوية.
واستعرض البروفيسور باهمام نتائج مراجعة علمية حديثة نُشرت عام 2025، شملت تحليلًا لـ66 دراسة أجريت بين عامي 2010 و2025، تناولت آثار تجاوز وجبة الإفطار على الصحة العامة.
وأظهرت النتائج أن تفويت الإفطار يرتبط بارتفاع معدلات السمنة، اختلال سكر الدم، مقاومة الإنسولين، وزيادة هرمونات الجوع (الغريلين والكورتيزول)، مقابل انخفاض هرمونات الشبع مثل اللبتين وGLP-1.
كما كشفت الدراسة عن خلل في توازن البكتيريا المعوية (dysbiosis)، وانخفاض إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFA)، مما يؤدي إلى حالة التهابية مزمنة تؤثر سلبًا على الصحة العامة.
وسجّلت المراجعة تأثيرات سلبية لتفويت الإفطار على التركيز والذاكرة والقدرات الذهنية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، إضافة إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب نتيجة اضطراب الساعة البيولوجية.
وأشار التقرير إلى أن تفويت الإفطار يضعف الأداء الرياضي ويؤثر على امتصاص الكالسيوم وفيتامين D، ما ينعكس سلبًا على صحة العظام لدى المراهقين وكبار السن، إلى جانب تأثيره على جودة النوم بسبب اختلال الجينات المنظمة للإيقاع اليومي.
وبيّنت الدراسة أن عادة تفويت الإفطار أكثر شيوعًا بين أصحاب الدخل المحدود ومن يعيشون في بيئات تفتقر للأمان الغذائي، ما يؤدي إلى فوارق صحية وتعليمية ومهنية، في حين أن دعم الإفطار الصحي المنتظم يمكن أن يحسن الأداء الدراسي والوظيفي ويُقلل من التفاوت الصحي في المجتمع.
واختتم باهمام بتوصية بضرورة تبنّي سياسات داعمة لوجبة الإفطار في المدارس وأماكن العمل، والتركيز على الفئات المعرضة للخطر مثل الطلاب وعمّال المناوبات، داعيًا إلى تعزيز الأبحاث التي تربط بين التغذية الزمنية وصحة الميكروبيوم والطب الشخصي.