لسبب أو لآخر، قد يضطر الكثير من المسافرين إلى قضاء ليلتهم في المطار بانتظار موعد رحلتهم، وبالتالي فإنهم يواجهون معضلة الحصول على قسط من الراحة، خاصة إذا كانوا لم يناموا خلال النهار، مما يصيبهم بالتعب والإعياء.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن أفضل حل لأولئك المسافرين يكمن في استئجار غرفة في فندق المطار، لكن ذلك الخيار لا يكون متوفرًا للكثيرين لأسباب مادية، أو لصعوبة الحصول على حجز.
وبالتالي فإن بعض خبراء السفر ينصحون الركاب باتباع مجموعة من الخطوات، لضمان حصولهم على قسط من النوم في المطارات المزدحمة والمزعجة في كثير من الأحيان، من بينها البحث عن مكان هادئ تتوفر فيه بعض السجاجيد للاستلقاء عليها.
وفي هذا الصدد، وفر الموقع الإلكتروني "SleepingInAirports"، المتخصص بالنوم في المطارات، الكثير من البيانات بشأن أفضل وأسوأ المطارات التي قد تحتوي على مثل تلك الأماكن.
ويتضمن الموقع الذي أسسته وكيلة السفر السابقة، دونا ماكشيري، بيانات ما يقرب من 1200 مطار، والتي تعطي المسافرين معلومات وافية بشأن المرافق والخدمات الموجودة فيها، بما ذلك مناطق الراحة ومدى جودتها، وفقاً لتصنيف زوار تلك المنصة الإلكترونية.
وأوضحت ماكشيري أن مقاعد الاستراحة في معظم المطارات تحتوي على مساند للأذرع، مما يجعلها خياراً سيئاِ لأخذ قسط من النوم، قائلةً: "بالتالي فإن اصطحاب سجادة قابلة للطي قد تكون حلاً مقبولاً للراحة، وحماية المسافر من برودة الأرضية".
ووفقاً للصحيفة، فإن بعض المسافرين في المطارات الأمريكية يفضلون استخدام البطانيات التي تعلق على شكل أرجوحة كما يحدث في مخيمات التخييم أو حدائق المنازل، مشيرةً إلى أن قيمة تلك البطانية لا تتجاوز 70 دولاراً ويمكن وضعها في حقيبة صغيرة.
ويمكن ربط حبال تلك البطانية بين عمودين أو مقعدين أو اثنين من درابزين السلالم (Handrail). وفي هذا الصدد أوضح أخصائي طبي في الجيش الكندي (طلب عدم الكشف عن هويته)، أنه يمكن تعليق أرجوحته دون وقوع حادث أو طلب إذن في العديد من المطارات بكندا والولايات المتحدة.
ونبه إلى أنه كان ينجح في ذلك بسبب حرصه على العثور على مكان بعيد عن طريق الركاب وعمال المطار، لافتاً إلى أنه ورغم اختلاف قواعد المطارات بشأن مكان وكيفية النوم، فإنه ومن خلال خبرته، تمكن من استخدام أرجوحته طالما أنه لا يسبب إزعاجا لأي أحد.
من جانب آخر، توفر بعض المطارات أماكن للقيلولة، كما هو الحال في مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، والذي توجد فيه كبسولات صغيرة للنوم يمكن إغلاقها للخصوصية وتفادي الضوضاء، وتحتوي على شاشة تفاعلية ومدخل كهربائي لشاحن الهاتف، مع خزانة داخلية وخارجية للأمتعة.
لكن تلك الخدمة ليست مجانية، وتكلف الشخص البالغ حوالي 150 ريالاً سعودياً (40 دولاراً أمريكياً تقريباً)، حسب "وول ستريت جورنال".
أما مطار إسطنبول، فيوفر 6 مناطق مجانية للقيلولة، مجهزة بكراسي طويلة تصلح للاستلقاء، بيد أن سارة غارفي، وهي منتجة إذاعية مقيمة في غالواي بأيرلندا، اكتشفت، بحسب كلامها، أن الحصول على قيلولة مريحة هناك، كان في الواقع أمراً بعيد المنال.
وأوضحت أنها قضت تلك الفترة دون أن تتمكن من النوم؛ لأن رجلاً بالقرب منها كان يستمع إلى أغان وموسيقى عالية من خلال هاتفه، وذلك في مخالفة لقوانين مناطق الراحة.
وعندما توقفت رائدة الأعمال تينغ هسياو، التي تعيش في نيس بفرنسا، في إسطنبول في وقت سابق من هذا العام، اختارت أن تدفع نحو 32 دولاراً أمريكياً ثمن ساعتين للنوم في "Sleepod"، وهي عبارة عن شرنقة مغلقة بها مكان لتخزين حقائبها.
وفي مطار دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، والذي يعتبر الأكبر من نوعه في أمريكا الشمالية، فقد افتتح فيه، مؤخراً، صالة مصرف "Capital One"، والتي تقدم للمسافرين مطعماً وأماكن للقيلولة مع وجبات خفيفة وكراسي للاسترخاء وأقنعة أعين للنوم، وغيرها من الخدمات.
ويمكن لغير حاملي بطاقات "كابيتال وان" الحصول على خدمات تلك الصالة مقابل 65 دولاراً أمريكياً.