

في أسبوع حمل بصمة سعودية واضحة على المستويين السياسي والاقتصادي والإنساني، واصلت المملكة أداء دورها الفاعل في الإقليم والعالم، عبر خطوات استراتيجية عززت من مكانة السعودية الدولية، ودفعت بملفات الطاقة والاستثمار والصحة والإنسانية إلى صدارة المشهد.
أسبوعٌ بدت فيه الرياض لاعبًا رئيسيًا في واشنطن، وحاضرةً بقوة في ملفات الإغاثة، ومعززة لمسار التطوير الداخلي على مستوى الاقتصاد والصحة والإسكان والبنية التحتية.
شهد الأسبوع نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا لسمو ولي العهد خلال زيارته الرسمية لواشنطن، انتهت برسالة شكر بعث بها سموه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد انتهاء زيارته، مؤكدًا متانة العلاقات الإستراتيجية التاريخية.
جاء الاجتماع داخل الكونغرس الأمريكي لبحث تعزيز الشراكة السعودية الأمريكية وتبادل الرؤى حول الملفات الإقليمية والدولية، وهو يمثل تصنيف تاريخي للمملكة كـ"حليف رئيسي من خارج الناتو"، في خطوة وصفها الرئيس ترامب بأنها تعكس مكانة المملكة ومحوريتهافي استقرار المنطقة.
وجاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من أهم الزيارات السياسية في العقد الأخير، لما حملته من رسائل تؤكد صلابة التحالف بين الرياض وواشنطن.
الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل محطة مفصلية في إعادة تشكيل مسار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت استقبالًا رفيع المستوى يؤكد مكانة المملكة ودورها المحوري في استقرار المنطقة، مع إشادة واضحة من الإدارة الأمريكية بالدور القيادي لسمو ولي العهد وتأثيره الإقليمي والدولي.
الطاقة والاقتصاد والدفاع، كانت تلك الملفات الثقيلة هي الأبرز على طاولة واشنطن، حيث ناقش ولي العهد خلال الزيارة أبرز الملفات الحيوية، وعلى رأسها الطاقة والاستثمار، حيث تم الاتفاق على تعميق التعاون في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة بين الشركات السعودية والأمريكية.
وعلى الجانب الدفاعي، برز ملف مقاتلات F-35 كأحد أهم محاور الزيارة، في ظل سعي واشنطن لرفع مستوى التعاون العسكري مع المملكة ودعم قدراتها الدفاعية، إلى جانب توقيع اتفاقيات تشمل التكنولوجيا العسكرية، الصناعات الدفاعية، وتطوير القدرات التشغيلية للقوات المسلحة السعودية.
وتشكل الاتفاقيات الدفاعية والتقنية التي أعلن عنها البيت الأبيض بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية محطة تاريخية تعكس عمق الشراكة الممتدة لأكثر من تسعين عامًا، حيث وافقت واشنطن على بيع مقاتلات F-35، إضافة إلى 300 دبابة حديثة، ضمن حزمة واسعة من برامج التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والتقنية.
وتمثل هذه الخطوات تعزيزًا للمكانة الاستراتيجية للمملكة كحليف رئيسي، ودعمًا لقدراتها العسكرية، ونقلت تلك الإتفاقية التعاون بين البلدين من إطار تقليدي إلى شراكة مؤسسية شاملة طويلة المدى، قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية وحفظ الأمن والاستقرار وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين.
كما شهد الأسبوع رسالة رسمية تلقاها ولي العهد من رئيس جمهورية كوريا، نُقلت عبر مبعوثه الخاص، لتأكيد قوة العلاقات بين البلدين.
وفي خطوة تعكس رؤية المملكة للتحول الاقتصادي وتعزيز مكانتها العالمية، أولى ولي العهد اهتمامًا كبيرًا بالوضع في السودان، مؤكدًا استمرار دور المملكة في دعم الاستقرار هناك، والعمل مع الولايات المتحدة على إيجاد مسار سياسي يحفظ وحدة السودان ويوقف نزيف الصراع، باعتبار أن أمن السودان جزء من أمن المنطقة ككل.
ويواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ تدخلاته الإغاثية في عدد من الدول المتضررة، تأكيدًا لدور المملكة الريادي في دعم الأمن الغذائي والإيوائي حول العالم، حيث نفّذ المركز إحدى أكبر عمليات التوزيع ضمن مشروع الأمن الغذائي لعام 2025م، حيث قدّم 1,000 سلة غذائية في محلية الدبة بالولاية الشمالية استفاد منها 9,200 فرد.
كما وزّع 1,000 سلة غذائية أخرى في محافظة الدمازين بولاية النيل الأزرق استفاد منها 6,020 فردًا، في جهود تهدف إلى تخفيف معاناة الأسر المتضررة وتعزيز استقرار المجتمعات الأكثر احتياجًا.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد أعلن أن الولايات المتحدة شرعت في اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة في السودان، وذلك مباشرة بعد تلقيه طلبًا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ما أدى إلى تحرّك فوري داخل الإدارة الأمريكية لدراسة سبل تهدئة الأوضاع ودعم جهود الحل، مؤكدًا أن واشنطن تنسق مع شركائها الإقليميين والدوليين لمتابعة التطورات، مشددًا على أهمية الدور السعودي في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومساندة جهود السلام.
أطلقت شركة عمار القابضة مبادرتها للتبرع بالدم تحت شعار "اقتداء وعطاء"، استلهامًا لحملة ولي العهد الوطنية للتبرع بالدم، وشهدت الفعالية بمقر برج عمار في الخبر مشاركة لافتة من الموظفين والموظفات، حيث بلغ عدد المتبرعين 40 متبرعًا خلال أقل من أربع ساعات، في خطوة تجسد التزام القطاع الخاص بدعم ثقافة التطوع وتعزيز جودة الحياة.
كما شهدت الطائف توقيع شراكة بين التجمع الصحي وجمعية "روماتيزم" لإجراء 200 عملية لاستبدال مفصل الركبة لمساعدة المرضى وتحسين مستوى حياتهم.
وفي العلا نجح فريق طبي بمستشفى الأمير عبدالمحسن في إنهاء معاناة شابة 26 عامًا بعملية دقيقة لمعالجة انسداد خلقي نادر في حوض الكلية اليمنى.
شهدت المملكة والأوساط الاقتصادية العالمية سلسلة اتفاقيات ضخمة تعزز مكانة السعودية الاقتصادية من بينها:
1- عقود دفاعية وتقنية أمريكية وافق عليها الرئيس ترامب، تشمل بيع مقاتلات F-35 و300 دبابة واتفاقيات للطاقة النووية السلمية.
2- توقيع 17 مذكرة تفاهم بقيمة 30 مليار دولار بين أرامكو وشركات أمريكية كبرى خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي.
3- توقيع 20 اتفاقية استراتيجية لشركة تكامل القابضة لتعزيز رأس المال البشري والابتكار الرقمي.
4- مذكرة تفاهم مع State Street بقيمة 750 مليون ريال لتطوير منتجات استثمارية في السوق السعودي.
5- صفقة كبرى مع Northern Trust بقيمة 12 مليار ريال لتطوير استراتيجيات الاستثمار وإدارة الأصول.
حصدت أمانة جدة جائزة "الأثر المجتمعي والمشاركة والشمولية" عن مشروع حديقة الأمير ماجد في أبوظبي، كما حقق جناح الشركة الوطنية للإسكان NHC 3300 حجزًا بقيمة تجاوزت 3 مليارات ريال خلال اليوم الأول لمعرض سيتي سكيب.
بينما تم افتتاح المؤتمر الرابع لجمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام MESTRO 2025 في الرياض بحضور نخبة من الخبراء، كما شهد قطاع الطيران، نمو غير مسبوق؛ إذ سجلت مطارات المملكة 128 مليون مسافر عام 2024 بنسبة زيادة 15%.
أعلنت شركة غوغل كلاود السعودية 2025، بحضور أكثر من 2500 مشارك، أن أثر خدماتها الاقتصادية بلغ 31 مليار ريال في 2024، مؤكدة التزامها بدعم التحول الرقمي والاستثمار في المملكة.
أعلن إيرڤي رينارد قائمة المنتخب السعودي المشاركة في بطولة كأس العرب في قطر، والتي ضمت 23 لاعبًا، وجاء الأخضر في المجموعة الثانية إلى جانب المغرب والفائزين من ملحقين آسيويين.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لجنوب سوريا، مؤكدة ضرورة احترام اتفاقية فك الاشتباك، ومندوب فلسطين يرسل رسائل تحذير بشأن الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار سياسات التطهير والتهجير.
ومن الجدير بالذكر أن أسبوع المملكة كان مزيجًا بين قوة سياسية، وحضور إنساني، وتحركات اقتصادية ضخمة، ودبلوماسية مؤثرة تمتد من الخليج إلى واشنطن، وخطوات ترسّخ مكانة المملكة كقوة إقليمية صاعدة ورقم صعب في كل الملفات الدولية.
وفيما يلي مزيد من التفاصيل: